آمنة الجيدة.. شمعة أضاءت دروب تعليم بنات قطر
تستذكر الأوساط التعليمية والمجتمعية في قطر بفخر واعتزاز السيدة الفاضلة آمنة محمود يوسف الجيدة، التي وضعت قبل نحو 85 عاما اللبنات الأولى لتعليم الفتيات، تاركة بصمة لا تُمحى في مسيرة النهضة النسائية القطرية، وتعتبر قصتها مصدر إلهام يستحق أن ترويه الأجيال.
بدايات ملهمة
وُلدت السيدة آمنة في الدوحة عام 1913، وبدأت رحلتها في تعليم القرآن الكريم وهي في ربيع عمرها.
ففي عام 1938، ومع هدوء منطقة الجسرة، علا صوت أم علي (آمنة الجيدة) التي حوّلت منزلها إلى أول "كُتّاب" للفتيات، داعية بنات "الفريج" للنهل من معين العلم.
نواة التعليم النسائي
بدأت قصتها التعليمية بنحو 60 طالبة كنّ يجلسن على الأرض في حلقة دائرية.
وفي كتاب يوثق سيرتها، تقول رحمها الله: "عندما بلغت الرابعة عشر من عمري بدأت في تدريس القرآن الكريم لأول سيدة وهي عمتي وبعد ذلك عرضوا علي تدريس بنات الفريج".
أسلوب تعليمي أصيل
اعتمدت المعلمة آمنة الطريقة اللفظية التقليدية (التلقين) في التعليم، حيث كان القرآن الكريم هو المرجع الأساسي، والألواح الخشبية هي الأداة الرئيسية.
وشوي شوي ذاع صيت المدرسة ليتضاعف العدد ويصل إلى 100 طالبة.
ثمار العطاء
من بين طالباتها اللواتي نهلن العلم على يديها، السيدة شيخة بنت أحمد المحمود، التي أصبحت لاحقا أول وزيرة في تاريخ قطر الحديث (وزيرة للتربية والتعليم)، مما يعكس عمق الأثر الذي تركته المعلمة الفاضلة.
نحو التعليم النظامي
مع نجاح فكرتها، زاد طموح السيدة آمنة، فقامت بجمع التوقيعات لإقناع المسؤولين بافتتاح مدرسة نظامية خاصة للبنات.
وبالفعل، تُوجت جهودها بالنجاح عام 1955 بافتتاح المدرسة، وتولت هي إدارتها، لتنتقل بعد عام إلى مبنى أوسع حمل اسمها تكريما لها "مدرسة آمنة محمود الجيدة الابتدائية للبنات".
رحلت أستاذتنا القديرة عن عالمنا في عام 2000، لكن إرثها ما زال حيا، شاهدا على عطائها اللامحدود. دعواتكم لها بالرحمة والمغفرة.